الثلاثاء، 8 أبريل 2014

ثقافتنا السياسية

يمتاز "السياسي" عن "الثقافي " عادة بأن" السياسي" قصير المدة ومطلبي وآني ومتعلق بالحاجات المباشرة التي تلامس حياة الناس الحاضرة خلافا "للثقافي" الذي يمتاز بعكس ما سلف فهو طويل المدى ولكن هنا يقفز سؤال ملح إذا اردنا من المثقف أن يخوض في المجال السياسي وكأنه يجب أن ينتقل من عالم إلى آخر ويهجر من عالم الهدوء والروية والتركيز والدقة إلى الخوض في كل ما هو متناول ومتداول ولعمري إنها أشبه بالعقوبة وسوء العذاب ويخرج من عالم الاحتمال والبدائل والمآلات إلى الصرامة والحدية ومغادرة الشك إلى اليقين ومن التأمل إلى الهيجان ومن الاستنكاف عن الخوض في الأشخاص إلى مقارفة ذلك ومن عالم الأحكام الصارمة والمعايير العالية إلى السقوط في مهاويها فأنا أذكر جيدا أستاذا جامعيا كان يصف الطلبة ومن ورائهم واقعهم بالمزري والمتخلف رغم أنهم نخبة متميزة أمامه ولما اصبحوا في عداد الشعب الذي يملآ الملعب وهو على رأس حزب يخاطبهم "ايها الشعب العظيم البطل العبقري"فتعجب الجميع كيف كانوا في المدرجات الجامعية متخلفين واصبحوا في مدرجات الملاعب عباقرة فقط لأنهم اصبحوا يصفقون لما يفهمون ولا يفهمون للمعقول ولغير المعقول .
وهكذا اصبحت السياسة دجلا وديماغوجية بغض النظر عن صدق منتحلها وعدم صدقه............يتبع بحول الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق